لمذحج ، و (يعوق) لهمدان ، و (نسر) بأرض حمير لذي الكلاع ، و (اللات)
بالطائف لثقيف ، و (منات) بيثرب للخزرج ، و (العزى) لكنانة بنواحي مكة ، و (أساف) و
(نائلة) على الصفا والمروة. وكان قصي جد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ينهاهم عن عبادتها ويدعوهم إلى عبادة الله سبحانه
وتعالى ، وكذلك زيد بن عمرو بن نفيل حين فارق قومه وهو الذي يقول :
القراآت
: ما يتعلق بها من ضم ميم الجمع ومن إمالة الناس يعرف مما
مر.
الوقوف
: «من مثله» (ص) «صادقين» «والحجارة» (ج) على تقدير هي
أعدت للكافرين ، والوصل أجود لأن قوله «أعدت» بدل الجملة الأولى في كونها صلة للتي
«للكافرين» (ه).
التفسير
: لما نبه بالآيتين السابقتين على طريق الاعتراف بوجود
الصانع ووحدانيته ، أعقبهما بما يدل على صحة نبوة محمد صلىاللهعليهوسلم وحقية ما نزل عليه صلىاللهعليهوسلم. وقد ذكر في كون القرآن معجزا طريقان :
الأول : أنه
إما أن يكون مساويا لكلام سائر الفصحاء أو زائدا عليه بما لا ينقض العادة أو بما
ينقضها. والأولان باطلان لأنهم ـ وهم زعماء وملوك الكلام ـ تحدّوا بسورة منه
مجتمعين أو منفردين ثم لم يأتوا بها مع أنهم كانوا متهالكين في إبطال أمره حتى
بذلوا النفوس والأموال ، وارتكبوا المخاوف والمحن ، وكانوا في الحمية والأنفة إلى
حد لا يقبلون الحق فكيف الباطل؟ فتعين القسم الثالث.
الطريق الثاني
: أن يقال : إن بلغت السورة المتحدى بها في الفصاحة إلى حد الإعجاز فقد حصل
المقصود وإلا فامتناعهم من المعارضة مع شدة دواعيهم إلى توهين أمره معجز ، فعلى
التقديرين يحصل الإعجاز. فإن قيل : وما يدريك أنه لن يعارض في مستأنف الزمان وإن
لم يعارض إلى الآن؟ قلت : لأنه لا احتياج إلى المعارضة أشد مما في وقت التحدي ،